ashraf Admin
المساهمات : 3848 تاريخ التسجيل : 03/10/2017
| موضوع: 13 / 3 / 1434 - السيرة النبوية ووجوب تعلمها - السديس السبت ديسمبر 23, 2017 8:32 pm | |
| السيرة النبوية ووجوب تعلُّمها ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "السيرة النبوية ووجوب تعلُّمها"، والتي تحدَّث فيها عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأهميتها وضرورة تعلُّمها وتعلُّم السنَّة المُطهَّرة، والذبِّ عنها، ولا بُدَّ من استِشعار أخلاقِه - عليه الصلاة والسلام - ونشرِها في رُبوع الأرض.
الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده - سبحانه - حقَّ حمده، ونُسبِّح بعظمته ومجده، ونسألُه صلاحَ الحال وحُسنَ العواقِب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له منَّ علينا ببعثة المُصطفى الحاشِر العاقِب، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا وحبيبَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُجتبى بأشرف الخِصال وأبقَى المناقِب، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه المخصُوصين في الاقتِداء بأسمى المراتِب، والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ ما دامَ الجَديدان في دأبٍ وتعاقُب، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد، فيا عباد الله: اتقوا الله حقَّ تُقاته، واعلَموا أن تقواه - سبحانه - أعظمُ مِصداق، وأقوى مِيثاق، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور: 52]. أيها المسلمون: كل قضيةٍ إلى انمِحاءٍ وطموس، وكل أمرٍ إلى نِسيانٍ ودُروس، وكل باطلٍ - لا محالةَ - إلى اندِحارٍ ونُكوص، ولكن دينَ الإسلام الرباني العالمي حياة الأرواح والنفوس إلى إباءٍ وشُموس، وسيرةَ خير الأنام - عليه الصلاة والسلام - في انتِصارٍ وائتِلاق، وانتِشار وانطِلاق، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107]. والأمةُ الإسلامية المُبارَكة إنما تسنَّمَت قِمَم السُّؤدَد والإباء، وساقَت الإنسانيَّة إلى مرابِع الحضارة والعَلياء، وأفياء الأمن والاستِقرار والإخاء أوانَ استِعصامها بالوحيَيْن الشريفين، وإبَّان كان مُفعَمُ روحِها ومُستولَى مشاعِرها سيرةَ نبيِّها - صلى الله عليه وسلم - الغرَّاء وشمائلَه الفَيْحاء. ويوم أن تنكَّبَت أمةُ الاتحاد والقوة والإنجاد عن ذلك الهديْ الربَّاني الرَّقراق فاءَت إلى يَباب التَّبعيَّة والوَهَن، وصارَت والتنافُر والتناثُر في قَرَن، والتأمَت مع الأسَى المُمِدّ على الشَّتات والانبِتات، والله المستعان. معاشر المسلمين: منذ ما يربُو على أربعة عشر قرنًا من بعثة سيد الأنبياء - عليه الصلاة والسلام - وسيرتُه المُؤنَّقةُ البَلْجاء تُعطِّرُ الأقطارَ والأرجاء. والكونُ أشرقَ والفضاءُ تعطَّرا والأفقُ ضلَّلَه السرورُ فهل ترَى بما انهمرَت به من حقائق المهابة والجمال، والخشية والجلال، والحِكمة المُجلِّيَة في الأقوال والفِعال؛ لأنها المكنَزُ التأريخيُّ، والمنهَلُ الحضاريُّ، والمِنهاجُ العلميُّ، والمِعراجُ العمليِّ الذي يُبوِّئُ الأمةَ السُّؤدَدَ والمهابَة، والتوفيقَ والإصابَة. أليست هي سيرةَ الحبيب المُصطفى والخاتَم المُقتفَى - صلى الله عليه وسلم -، ما ذرَّ شارِق وحنَّ إلى إلفِه المُفارِق، رسول الملكِ العلاَّم، وحاملِ ألوية الحق والخير والعدل والسلام، من هدى البشريَّةَ من الضلالة، وعلَّمَها من الجَهالة، وانتحَى بها قِمَم الرِّفعَة والجلالة. نبيِّ المُعجِزات، وآخِذنا عن النار بالحُجُزات، أمنِّ الناس على كل مسلمٍ ومسلمة، وأحقِّهم نقلاً وعقلاً بالمحبَّة الوادِقة، والطاعَة الصادقة.
إذا ما المجدُ فاخرَ في عُلاهُ بدَا محبوبُنا أبهَى انتِسابًا إذا ما العزُّ أخجَلَنا صدَاهُ بدَا في الناس أرفعَهم جنابًا يقول - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه والناس أجمعين»؛ أخرجه الشيخان. أنت الحبيبُ بأمر الله قد خفَقَت لك القلوبُ بلا خوفٍ ولا تعبِ أنت الذي خصَّه بالحبِّ خالِقُه لما اصطفَاهُ حبيبًا عالِيَ الرُّتَبِ وتلكم هي المحبةُ المُفضِيَة إلى أصل الطاعة والتسليم الذي دلَّ عليه قولُ المولَى الكريم: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65]. يقول - صلى الله عليه وسلم -: «إنما أنا رحمةٌ مُهداةٌ». الله أكبر! يا له من نبيٍّ ما أعظمَه، ومن رسولٍ ما أكرَمَه. أقامَ مُجتمعَ الفضيلةِ والتُّقَى وأشادَ مجدًا شامِخَ البُنيانِ العدلُ جوهرهُ وأُسُّ بِنائِه بمكارِمِ الأخلاق والإحسانِ أيها المؤمنون: ومع كلِّ هذا الجلاء في سيرة خير الورَى والبَهَاء لا ينفكُّ عفاكِلَةُ الشِّقاق ودَهماءُ الآفاق ينشُرُون أباطِيلَهم وحِقدَهم الأرعَن عبرَ الحمَلات والشَّبَكات، ويَطالُون في النَّيْل والبُهتان رُموزَ النبُوَّات، وعُظماءَ الرِّسالات، وشريفَ المُقدَّسات، وخاصَّةً حِيالَ الجنابِ المُحمديِّ الأطهَر وهديِه الأزهَر. ولكن بَلسَمُنا وسلوانَا قولُ ربنا ومولانا: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر: 95]، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر: 3]. إنا لنعلَمُ أن قدرَ نبيِّنا أسمَى وأن الشَّانِئين صِغارُ سقطَت مكانةُ شاتِمٍ وجزاؤُه إن لم يتُبْ مما جناهُ النارُ وقد علِموا يقينًا قاطِعًا أن النبيَّ الكريمَ - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - قد جاء للبشريَّة بأسمَى القِيَم والآداب الخُلُقيَّة، وأدقِّ الحقائق الكونيَّة، وأرقَى النُّظُم الاجتِماعيَّة، وأزكَى الشرائعِ التعبُّديَّة، وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل: 14]. أمة الإسلام: وإذا كانت المَآسِي تلفَحُ وجهَ الأمة في كل شبرٍ ووادٍ من كل باغٍ وعادٍ، وخصوصًا في أرضِ الشام من قِبَلِ من فاقُوا جورَ عاد؛ فإنه لِزامًا على الأمة - وقد رثَّ حبلُ صِلَتِها بهذه السيرة الهادِية أو كاد، ولم تُلقِ لها فهمًا أو بالاً، فجرَّ ذلك تِرَةً ووبالاً - لزِمَ الأمةَ وبكل الوسائل التِّقانيَّة والفضائيَّة أن تنثنِيَ إلى السيرة النبويَّة في شُمولٍ وعُمقٍ، وأن تكون أشدَّ تعلُّقًا بنبيِّها وسُنَّته - عليه الصلاة والسلام -، تأسِّيًا وفهمًا واستِبصارًا، وسلوكًا وفِكرًا واعتِبارًا، لتنتشِلَ نفسَها من هُوَّة العجز والهُونِ الواضح، والتمزُّق والانحِدار الفاضِح التي مُنِيَت بها في هذه الآونة العَصيبة القَلِقَة. ولْنُعلِنها مُدوِّيَّةً خفَّاقَة، وشجًى في اللَّهَوات المُغرِضَة الأفَّاكَة أن السيرةَ النبوية والسنَّة السنِيَّة - على صاحبها أزكى صلاةٍ وتحيَّة - هُما مَناطُ العزِّ والنصر، وأجلَى لُغاتِ العصر، التي تُؤصِّلُ للأمة الفوقيَّة والتمكِين. نعم، يا أمةٍ عزَّت بأعظم سيرة، وقادَت بأكرَم مسيرة. لا بُدَّ من بعث هِدايات السيرة المُشرِقة، وإشراقات معانيها ومرامِيها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بُعِثتُ لأُتمِّمَ صالحَ الأخلاق»؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد". وقد أتمَّها - عليه الصلاة والسلام - بأبي هو وأمي - بالرحمة والرِّفق، والصدق والنزاهة والأمانة والحِوار، والتسامُح والاعتِدال والإصلاح. خُتِمَت به الأخلاقُ فهو تمامُها ولقد يفوقُ بدايةً إنهاءُ جاء الأُلَى قبلاً بألفِ فضيلةٍ فأتَى بهيمَنةٍ على ما جاؤُوا بل لا بُدَّ للأمم من استِشعار الأخلاق المُحمديَّة في سِياساتِها وفِكرِها وثقافاتها وطُموحاتها وعلاقاتها وحِواراتها واقتصادِياتها وإعلامِها؛ لأنها الخِرِّيتُ الحادِي والمُرشِدُ الأمينُ الهادِي، يقول - جلَّ اسمُه -: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور: 54]. أمة السيرة والسنة: ونظيرُ التحقُّق بالسيرة الزكيَّة: التمسُّكُ بالسنَّة السنيَّة والذبُّ عن حِياضِها، والرُّتُوعُ مظهرًا ومخبَرًا في رِياضِها، والنَّهْلُ بالفهم السَّديد من سَلْسالِ غِياضِها، في نَأْيٍ عن مسالكِ التعصُّباتِ المذهبيَّة، والنَّعَرات الطائفيَّة. معاشر الأحِبَّة: ولن تُترجَمَ نوابِضُ الحبِّ والإحساس، ومقاصِدُ الأنفاسِ في اتباعِ خير الناس - عليه الصلاة والسلام - إلا بالوقوفِ عند هديِه وسُنَّتِه، والاقتِباسِ من مِشكاةِ سيرتِه؛ فأنَّى وعلامَ، وكيف وحتَّامَ يكونُ الهديُ النبويُّ المَكين مدى الأعمار والسِّنين قصرًا على مُحدثاتٍ ومُخالفاتٍ، في ليالٍ وأيامٍ معدودات، وانبِتاتٍ عن معينِ السُّنَّة البَلْجاءِ أيِّ انبِتات. ليتَ شِعري! إنه الحبُّ الهَباءُ الأخفُّ، وفي الموازينِ هو الأطَفُّ. سلْهُم عن الحب الصحيحِ ووصفِه فلسوفَ تسمعُ صادقَ الأخبار إحياءُ سُنَّته حقيقةُ حُبِّه في القلبِ في الكلماتِ في الأفكارِ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 31، 32]. بارك الله ولي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحِكمة، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ؛ فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه كان توابًا.
الخطبة الثانية الحمد لله، جعل التمسُّكَ بالسنَّة الغرَّاء إلى مراضِيهِ سبيلاً، وشاهدًا على توفيقه ودليلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه المُبجَّلُ في العالمين تبجيلاً جِيلاً فجِيلاً، من امتثَلَ حُبَّه فيا بُشراه نهَلَ من السعادة سَلسبيلاً، صَلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله الأطهار، وصحابتِه الأبرار المُفضَّلين تفضيلاً، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ صلاةً وسلامًا يتعاقَبَان بُكرةً وأصيلاً. أما بعد، فيا عباد الله: اتقوا الله وأطيعوه، واقتَدوا بنبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - ولا تَعصُوه. أمة السيرة وأزكى المسيرة: ومُقتضى محبَّة المُصطفى - صلى الله عليه وسلم -: محبَّةُ آل بيته وأزواجه الأطهار، وصحابته الميامين الأبرار؛ فحُبُّهم جوازٌ على الصراط، ومُورِثٌ للتقوى والاغتِباط، وقد نوَّهَ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - بحقِّهم وقدرِهم، كما صحَّ في الخبر عن سيد البشر - عليه الصلاة والسلام -: «لا يُحبُّهم إلا مُؤمن، ولا يُبغِضُهم إلا مُنافِق، ومن أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضَهم أبغضَه الله». فمن تطاوَلَ عليهم وافترَى، فقد ظلَمَ واجتَرَى، ومن نالَ منهم وخاضَ فيما شجَرَ بينهم فقد جاء بأعظم الفِرَى. وربَّى سادةً نُجُمًا كِرامًا أضاؤُوا الكونَ أخلاقًا رِطابًا تسامُوا في الوُجودِ هُداةَ حقٍّ فكانُوا أنجُمَ الدنيا صوابًا إخوة الإيمان: ويُؤكَّدُ في هذا السِّياق على تربية الأُسَر والشباب والفَتَيات في مسيرتهم العلميَّة والعمليَّة، لا سيما في صرِ العولمة والتِّقنيَّة، وفقَ إشراقات السيرة النبويَّة والسُّنَّة المُصطفَويَّة التي تُنمِّي مَكَاتهم الإبداعيَّة ومواهِبَهم الربَّانيَّة صوبَ الفلاح والنجاح. يا أيها الجيلُ المُحبُّ في المشارِقِ والمغارِب! غُلُّوا المسير، وكونُوا قادةَ التَّشمير للتحلِّي بشمائل نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقِه، وتزيَّنُوا بمناقِبِه، وتمثَّلُوا هديَه وأوصافَه، عضُّوا عليها بالنواجِذ تغنَموا وتسُودوا، وتنعَموا وتقودوا، وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ [الروم: 4، 5]. وتحرير المُقدَّسات الإسلاميَّة، وإنهاء أزمَات الأمة المأساويَّة في فلسطين وبُورما والأراضي السوريَّة، ورفع الحَصانَة الدائِمة عن الظَّلَمة والطُّغاة والمُعتَدين، والمُغتصِبين المُحتلِّين، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40].
هذا، واعلَموا - رحمكم الله - أن الله قد أمرَكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه، ثم بملائكته المُسبِّحة بقُدسِه، فقال تعالى قولاً كريمًا تشريفًا لمقام نبيِّنا وتكريمًا، وإرشادًا للأنام وتعليمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا». يا فوزَ من صلَّى عليه فإنه يحوِي الأمانِيَ بالنعيمِ السَّرمَدِ صلَّى عليه اللهُ جلَّ جلالُه ما لاحَ في الآفاق نجمٌ فرقَدِ اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين الذين قضَوا بالحق وبه كانُوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ والتابعين، وعن الطاهِرات أمهات المُؤمنين، وعن آل بيته الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمِك يا أكرمَ الأكرَمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المُسلمين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، اللهم وفِّقه ونائِبَه وإخوانَه وأعوانَه إلى ما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين، اللهم أسبِغ عليه لِباسَ الصحة والعافية، والسلامة الدائِمة يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفِّق جميعَ وُلاة المسلمين لتحكيم شرعِك، واتباع سُنَّة نبيِّك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المُؤمنين. اللهم كُن لإخواننا المُستضعَفين المُضطَهدين في دينهم في كل مكانٍ، اللهم كُن لهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أصلِح حالَهم، اللهم أصلِح حالَهم، واحقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم عافِ مرضاهم، اللهم عافِ مرضاهم، وداوِ جرحاهم، وارفع عن مُبتلاهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم عليك بأعدائِك أعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، واجعلهم عِبرةً للمُعتبِرين. اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى، اللهم أنقِذ المسجدَ الأقصى من المُعتدين المُحتلِّين، اللهم اجعله شامِخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم كُن لإخوانِنا في سُوريا وفي بُورما وفي فلسطين، وفي كل مكانٍ يا رب العالمين. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِث قلوبَنا بالإيمان واليقين، وبلادَنا بالخيراتِ والأمطارِ والغيثِ العَميم. اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا، اللهم إنا خلقٌ من خلقِك، فلا تمنَع عنا بذُنوبِنا فضلَك. اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، وارحَم موتانا وموتَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10]. ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليمُ، وتُب علينا إنك أنت التوَّابُ الرحيم، واغفِر لنا ولوالِدِينا ووالدِيهم وجميع المُسلمين والمسلِمات، الأحياءِ منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدَّعَوات. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين. | |
|