ashraf Admin
المساهمات : 3848 تاريخ التسجيل : 03/10/2017
| موضوع: 20 / 12 / 1434 - التحذير من إيذاء المسلمين - خياط الأحد ديسمبر 24, 2017 11:57 am | |
| التحذير من إيذاء المسلمين ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "التحذير من إيذاء المسلمين"، والتي تحدَّث فيها عن فضل الأُخوَّة الإسلامية ووجوب المحافظة عليها، والتحذير من إيذاء المسلمين، مع إيراد الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.
الخطبة الأولى الحمد لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين، ولا عُدوان إلى على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ المُرسلين وقيُّوم السماوات والأرضين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه خاتمُ النبيين وإمامُ المُتقين وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحابتِه أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله -، واحذَرُوا أسبابَ سخَطِه، واعلَموا أنه لا ملجَأ ولا منجَا منه إلا إليه، وأنِيبُوا إليه وتوكَّلُوا عليه. أيها المسلمون: إنَّ في السَّير على خُطى سَلَف هذه الأمة وخِيارِها خيرَ مسلَكٍ وأقومَ منهَجٍ، وأهدَى سبيلٍ إلى بُلوغ الغايَةِ من رِضوان الله، ونُزول الجنة دارَ كرامَته ومُستقرِّ رحمته، إلى جِوار أوليائِه والصَّفوَة من عبادِه. وقد وجَّه ربُّنا - سبحانه - رسولَه المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى انتِهاجِ مناهِج من سبَقَ من أنبياء الله ورُسُله، والاقتِداء بهُداهم الذي دلَّهم عليه، بما أكرمَهم به من البيِّناتِ والهُدى، فقال - عزَّ اسمُه -: أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90]. وإن من أجلِّ ما اتَّصَفُوا به: كمالَ الحِرصِ على سُلُوك سبيل الإحسان في كل دُرُوبِه، وصَون النفسِ عن التجنِّي، وحَجزِها عن العُدوان، والتجافِي بها عن الإيذاءِ للمُؤمنين والمُؤمِنات في أي لونٍ من ألوانِه. يحدُوهم إلى ذلك: هذا الأدبُ الرَّفيعُ والخُلُقُ العظيم الذي ربَّاهم عليه ربُّهم الأعلى - سبحانه -، حين بيَّن لهم أنَّ الصِّلَة بين المؤمنين والرَّابِطَة التي تربِطُ بينهم هي الأُخُوَّة في الدين، فقال - سبحانه -: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: 10]. والأُخوَّة تعنِي التراحُمَ والتوادَّ والتعاطُفَ والتآزُرَ والقيامَ بالحقوق، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المُسلمُ أخُو المسلم لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومن كان في حاجَة أخيهِ كانَ اللهُ في حاجَتِه، ومن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّج الله عنه بِها كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن ستَرَ مُسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة». والأُخوَّة تعني أيضًا: كفَّ الأذَى. فالمُسلمُ حقًّا من كمُلَ إسلامُه بسلامة الناس من إيذاء لسانِه ويدِه وما في حُكمِهما، كما جاء في "الجامع الصحيح" للإمام البخاري - رحمه الله - بإسنادِه عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المُسلمُ من سلِمَ المُسلمون من لسانِه ويدِه، والمُهاجِرُ من هجَرَ ما نهَى الله عنه». وإذا كان للإيذاءِ باللِّسانِ واليَدِ ضُروبٌ شتَّى وألوانٌ لا حصرَ لها؛ فإن من أشدِّ صُور الإيذاء قُبحًا وأعظمها ضررًا ما اجتمعَ فيه اللِّسان واليَد، كمن يبسُطُ لسانَه بالسوء في أعراض المُسلمين ويقعُ فيها بافتِراء الكذب، ويخُطُّه بيمينِه في كلماتٍ أو مقالاتٍ أو خُطبٍ أو رسائل أو تغريداتٍ، يستحكِمُ بها الإيذاء، ويعظُمُ وقعُه، وتتَّسِع دائرَتُه فتعُمُّ البلوَى به. ولذا جاء الوعيدُ الصارِخُ والتهديدُ الشديد لكل من آذَى مُؤمنًا؛ زجرًا له وترهيبًا لمن ألقَى السمعَ وهو شهيد، وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه" بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومن قالَ في مُؤمنٍ ما ليسَ فيه حُبِسَ في رَدغَة الخَبَال حتى يخرُج مما قال ..» الحديث. ورَدغةُ الخَبَال - يا عباد الله - هي عُصارةُ أهل النار. وخروجُه مما قال هو بالتوبَة النَّصُوح إلى الله تعالى، وباستِحلال أخيهِ مما قالَ فيه. وإن الإيذاءَ كما يقعُ على آحاد الناس، فإنه يقعُ أيضًا على المجموع؛ كالشَّتْم والطَّعْن والاستِهزاء الواقِع على المُؤسَّسات عامِّها وخاصِّها، والتَّنقيبِ عن أخطائِها، وتتبُّع عثَرَاتها، ونشر عُيُوبِها، والفرَح بذلك أشدَّ الفرَح، والتباهِي به أعظمَ المُباهاة، وكأنَّه صيدٌ ثمينٌ أو غنيمةٌ تُغتنَم. وبالاحتِيال لتكبير الصَّغير وتعظيم اليسير دون بُرهانٍ ساطِع، ولا مُستنَدٍ قاطع، ولا حُجَّة بيِّنَة تصمُدُ أمام التمحيصِ المُخلِص، والتتبُّع الصادق الذي يرجُو به صاحِبُه اللهَ والدارَ الآخرةَ، كما قال تعالى على لسانِ نبيِّه شُعيب - عليه السلام -: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [هود: 88].
عباد الله: إن من أعظَم أسباب الإيذاء الباعِثَة عليه: اللَّدَدَ في الخُصومة، ولذا كانت هذه الصفةُ الذَّمِيمة والخَصلةُ المقبوحةُ حرِيَّةً بتوعُّد صاحبِها على لسانِ خيرِ الورَى - صلوات الله وسلامُه عليه - بقوله: «إنَّ أبغضَ الرِّجال إلى الله: الألَدُّ الخَصِم». وقد جاء التحذيرُ الشديدُ لمن خاصمَ في باطلٍ وهو يعلم، وذلك فيما أخرجَه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود في "سننه" بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ومن خاصمَ في باطلٍ وهو يعلمُ لم يزَلْ في سخَط الله حتى ينزِع». ولذا فإن من المُتعيِّن على من جُهِل عليه ألا يُقابِلَ ذلك الجهلَ بمثلِه؛ طاعةً لربِّه - سبحانه -، وحذَرًا من الوقوع فيما يقبُحُ بالمُؤمن ولا يحسُن به؛ فإن سبيلَ المُؤمن ليس سبيلَ الطعنِ والشَّتْم الذي يُنافِي كريمَ خُلُقِه وسليمَ فِطرَته، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "مستدركه" بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس المُؤمنُ بالطَّعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحِشِ ولا البَذِيء». وكان مما نُقِل عن بعض السَّلَف قولُه: "إنك لن تُعاقِبَ من عصَى الله فيك بأفضلَ من أن تُطيعَ اللهَ فيه"؛ أي: فيكونُ استِعصامُك بتقوَى الله وطاعته في مُعامَلَته أقوى باعِثٍ على كَبحِ جِماحِه وصدِّ عُدوانِه وردِّ باطِلِه. فطُوبَى لمن لم يُقابِل الإساءةَ بمِثلِها ولم يدفَعِ الظُّلمَ بمثلِه؛ فإنه جديرٌ برحمةِ ربِّه، خليقٌ برعايتِه ومعيَّتِه وتأيِيده، إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج: 38]. فاتقوا الله - عباد الله -، واعمَلوا على سُلوك سبيل الصَّفوة من عباد الرحمن بالتَّجافِي عن الإيذاء في كل صُوره وألوانِه، وبالحَذَر من اتِّخاذ أي خُطوةٍ، ومن المُضِيِّ في أي طريقٍ، أو رفع العَقيرَة بشِعاراتٍ ومطالِب تكون عاقِبَتُها تهديدَ السِّلْم الاجتماعيِّ، والرَّوابِط الأخويَّة، والأعراف الصالِحة المرضِيَّة، بما تبذُرُه من بُذور الفتنة والشِّقاق، وما تُحدِثُه من فُرقةٍ ونُزاعٍ يكون عونًا للشانِئين والحاقِدين والحاسِدين، وقُرَّة عينٍ للأعداء المُتربِّصِين أجمعين؟ في زمنٍ يجبُ فيه على الكافَّة التنبُّهُ لما يُحاكُ ويُدبَّرُ ويُخطَّطُ له، وما يُقصَدُ ويُستهدَفُ ويُراد. هذا الزمن وما فيه من اضطِرابٍ يستلزِمُ النَّظرَ إلى مآلاتِ الأمور درءً للأخطار والشُّرور. نفعني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابِه، وأتباعِه بإحسانٍ. أما بعد، فيا عباد الله: جاء في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وأبي شُرَيحٍ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليَقُل خيرًا أو ليصمُت». وفي الحديث من قواعِد السِّلم الاجتماعيِّ وأُسس الحياة السعيدة الرَّشِيدة ما بسَطَه بعضُ العلماءُ بقولِه: "إذا تكلَّم المرءُ فليَقُل خيرًا، وليُعوِّد لسانَه الجميلَ من القول؛ فإن التعبيرَ الحسنَ عما يجولُ في النَّفس أدبٌ عالٍ أخذَ الله به أهلَ الدِّيانات جميعًا. وقد أوضحَ القرآنُ أن القولَ الحسنَ من حقيقة الميثاق المأخوذِ على بني إسرائيل على عهد موسى - عليه السلام -: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة: 83]. والكلامُ الطَّيِّبُ العَفُّ يجمُلُ مع الأصدِقاء والأعداء جميعًا، وله ثِمارُه الحُلوة؛ فأما مع الأصدِقاء: فهو يحفظُ مودَّتَهم، ويستَديمُ صداقتَهم، ويمنعُ كيدَ الشيطان أن يُوهِيَ حِبالَهم، ويُفسِد ذاتَ بينهم، وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53]. وأما حُسن الكلام مع الأعداء فهو يُطفِئُ خُصومتَهم، ويكسِرُ حِدَّتَهم، أو هو على الأقل يقِفُ تطوُّرَ الشرِّ واستِطارَة شَرَره، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34]. وفي تعويد الناس لُطفَ التعبير مهما اختلَفَت أحوالُهم يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من شيءٍ أثقلَ في ميزانِ المؤمن يوم القيامةِ من حُسن الخُلُق، وإن الله يُبغِضُ الفاحِشَ البَذِيء»؛ أخرجه الترمذي في "جامعه" بإسنادٍ صحيحٍ. بل إنه يرَى الحِرمانَ مع الأدب أفضلَ من العطاء مع البَذَاءَة: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ [البقرة: 263]. والكلامُ الطيِّبُ خصلةٌ تُسلَكُ مع مظاهر وضُرُوب الفضلِ التي تُرشِّحُ صاحِبَها لرِضوان الله، وتكتُبُ له النعيمَ المُقيمَ. فاتقوا الله - عباد الله -، واذكروا على الدَّوام أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاة والسلام على خير الورَى، فقال - جل وعلا -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا خيرَ من تجاوزَ وعفَا. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين والحاقِدين والكائِدين والمُتربِّصين يا رب العالمين. اللهم انصر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعبادكَ المؤمنين الصادقين المُجاهِدين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّد إمامَنا ووليَّ أمرنا بالحق، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العبادِ والبلادِ يا مَن إليه المرجعُ يوم المعاد. اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة. اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ. اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين. اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافِيَتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك. اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نُحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم. اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذابَ النار. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]. اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلِّغنا فيما يُرضِيكَ آمالَنا، واختِم بالصالِحات أعمالَنا. اللهم اجعَله حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا، وعودًا إلى الديار محمودةً سالِمةً مُباركةً يا رب العالمين. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 8]. وصلَّى الله وسلَّم على عبدِه ورسولِه نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمدُ لله رب العالمين. | |
|